رحلة تحول Schindler: من شركة محلية إلى عملاق عالمي بقيمة 30 مليار دولار

7 أغسطس 2025
مدونة مكنة
رحلة تحول Schindler: من شركة محلية إلى عملاق عالمي بقيمة 30 مليار دولار

تحرير: مدونة مكنة


تأسست شركة Schindler Holding Ltd. في 25 يونيو 1874 في مدينة لوسيرن بسويسرا على يد روبرت شندلر وإدوارد فيليغر، وكانت في البداية شركة محلية صغيرة متخصصة في تصنيع المعدات الميكانيكية. ومع مرور الزمن، تمكنت من تحقيق نمو استثنائي وتحول كبير في صناعة حلول النقل العمودي، وباتت واحدة من كبرى الشركات العالمية المتخصصة في المصاعد والسلالم المتحركة.



المرحلة التأسيسية والانطلاق المحلي (1874-1905)

في السنوات الأولى لتأسيسها، ركزت Schindler على تعزيز قدراتها التصنيعية محليًا، وتميزت بجودة منتجاتها ومعايير التصنيع العالية، مما أكسبها ثقة السوق المحلية السويسرية بسرعة.



مرحلة التوسع الأولى: دخول الأسواق العالمية (1906-1937)

في عام 1906، اتخذت الشركة خطوة جريئة بافتتاح أول مكتب دولي لها في ألمانيا، مما شكل انطلاقة نحو الأسواق العالمية. لاحقًا، وفي عام 1937، تمكنت الشركة من فتح فرع في البرازيل، والذي كان أول خطوة حقيقية نحو العالمية، ساعدها على فهم متطلبات الأسواق خارج أوروبا وبناء تجربة دولية واسعة.



مرحلة النمو والتوسع عبر الشراكات والاستحواذات (1938-1989)

شهدت العقود التالية مرحلة توسع كبيرة للشركة، حيث أبرمت في عام 1974 شراكة استراتيجية مع مجموعة Jardine Matheson في آسيا والمحيط الهادئ، مما ساعدها على توسيع نفوذها بشكل ملحوظ في الأسواق الآسيوية الواعدة. كما قامت Schindler باستحواذ كبير على قطاع المصاعد في شركة Westinghouse الأمريكية في عام 1989، ما منحها تواجدًا قويًا في سوق الأمريكتين.



مرحلة التطوير التكنولوجي والتحول الرقمي (1990-2024)

في هذه المرحلة، أولت Schindler اهتمامًا كبيرًا بالابتكار التكنولوجي والتحول الرقمي. في عام 2009، أطلقت الشركة نظام Schindler PORT المبتكر لإدارة حركة الركاب داخل المباني، وهو ما شكل تحولًا كبيرًا في صناعة المصاعد. في 2018، استمرت الشركة في الابتكار بإطلاق نظام Schindler R.I.S.E، الذي يعتمد على الروبوتات لتركيب المصاعد، ما رفع من كفاءة العمليات وخفض التكاليف.

في عام 2024 وحده، خصصت الشركة نحو 209.98 مليون دولار أمريكي للبحث والتطوير، ونجحت في تحويل أكثر من 35% من أعمال الصيانة لديها إلى منصات رقمية قائمة على السحابة.



المرحلة الحالية: ريادة عالمية مستدامة (2024-2025)

اليوم، تعد Schindler شركة عالمية رائدة تعمل في أكثر من 100 دولة، وبلغت إيراداتها السنوية 12,757 مليون دولار أمريكي في 2024، بصافي ربح 1,146 مليون دولار أمريكي. تتمتع الشركة بشبكة إنتاجية عالمية من 8 مصانع رئيسية، ويعمل لديها أكثر من 69,326 موظفًا حول العالم.

تتوزع الإيرادات عالميًا بنسبة 46% في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، و29% في الأمريكتين، و25% في آسيا والمحيط الهادئ.



العلامات التجارية والمنتجات

تمتلك Schindler العديد من العلامات التجارية المهمة مثل Haushahn في ألمانيا وElevadores Atlas في البرازيل. توفر الشركة حلولًا متقدمة، من بينها مصاعد Schindler 1000، 3000، 5000، وأنظمة Schindler PORT الذكية لإدارة المباني.



الاستدامة والمسؤولية الاجتماعية

وضعت Schindler أهدافًا واضحة لتعزيز الاستدامة، منها تحقيق الحياد الكربوني بحلول 2040 واستخدام الكهرباء المتجددة بالكامل بحلول 2025. في عام 2025، حصلت الشركة على تصنيف EcoVadis Platinum، ما جعلها ضمن أفضل 1% عالميًا في مجال الاستدامة والمسؤولية الاجتماعية.



إدارة المخاطر والتحديات

تواجه الشركة تحديات كبيرة في ظل تقلب الأسواق العقارية في الصين وأوروبا، واضطرابات سلاسل التوريد العالمية، وارتفاع أسعار المواد الخام. لكن Schindler أثبتت قدرتها على إدارة هذه المخاطر بفعالية ومرونة عالية، مما يعزز من قدرتها على تحقيق نمو مستدام.



رؤية المستقبل: استمرار في النمو والابتكار

تركز Schindler جهودها المستقبلية على تطوير أسواق مهمة مثل الهند وجنوب شرق آسيا، مع تعزيز قدراتها في مجال تحديث وصيانة المباني القديمة عالميًا. كما تعمل على ابتكار حلول جديدة مثل Schindler MetaCore لإعادة استخدام المباني وتحقيق كفاءة أعلى.



خلاصة التجربة والدروس المستفادة

تجسد رحلة Schindler قصة نجاح ملهمة، حيث استطاعت التحول من شركة محلية متواضعة إلى عملاق عالمي من خلال التخطيط الدقيق، الابتكار المستمر، والالتزام القوي بمعايير الجودة والاستدامة. تظل تجربتها درسًا هامًا في كيفية تحقيق النمو المستدام في الأسواق التنافسية العالمية، مع الحفاظ على قيم المسؤولية الاجتماعية والتأثير الإيجابي في المجتمعات التي تعمل بها.