أقاسيم: كيف عززت الشراكات الاستراتيجية والتمويل المبتكر مكانة الشركة في السوق السعودي

3 مايو 2025
مدونة مكنة
أقاسيم: كيف عززت الشراكات الاستراتيجية والتمويل المبتكر مكانة الشركة في السوق السعودي

تحرير: مدونة مكنة



بينما تسير المملكة العربية السعودية بخطى واثقة نحو تنويع اقتصادها، تتقدم شركة مصنع أقاسيم لصناعة المواد الكيماوية والبلاستيكية كأحد الأمثلة البارزة على الشركات التي تمكنت من التكيف مع متغيرات السوق، من خلال الجمع بين الشراكات القوية، مثل شراكتها مع أرامكو (لوبريف)، وأدوات التمويل المبتكرة مثل إصدار الصكوك، لتحقيق توازن استراتيجي دقيق بين النمو والمرونة.



من الجذور إلى النمو: رحلة تأسيس طموحة

تأسست أقاسيم عام 2009 في قلب الرياض الصناعية، برأس مال قدره 25 مليون ريال سعودي. كانت رؤيتها منذ البداية واضحة ومحددة: توفير منتجات صناعية بجودة عالية تلبي متطلبات السوقين المحلي والخليجي.

مع مرور الوقت، توسعت الشركة عبر إنشاء ذراع دولي لها في الإمارات، متمثلًا في شركة مصنع أقاسيم العربية لتصنيع الزيوت، مما منحها موطئ قدم استراتيجي في أحد أهم أسواق دول مجلس التعاون الخليجي.



الإدراج والصكوك: أدوات مالية لتعزيز النمو

في عام 2022، شهدت الشركة تحولًا محوريًا بإدراجها في السوق الموازية (نمو)، مما عزز من مصداقيتها ووسع قاعدة مستثمريها.

وفي 2025، أطلقت أقاسيم برنامج إصدار صكوك بقيمة تصل إلى 500 مليون ريال سعودي، كان الهدف منه:

  • تمويل توسعاتها الاستراتيجية.
  • دعم النفقات الرأسمالية والتشغيلية.
  • استحواذ منشآت قائمة.

هذا البرنامج لم يكن مجرد خطوة مالية، بل كان عنصرًا تكميليًا لاستراتيجيتها الشاملة، معززًا قدرتها على تحقيق النمو المستدام.



أرامكو (لوبريف): شريك استراتيجي ومصدر للميزة التنافسية

من بين كل الشراكات التي عقدتها أقاسيم، تبرز علاقتها مع شركة أرامكو السعودية لزيوت الأساس - لوبريف كأكثرها استراتيجية.

عبر عقد توريد رئيسي يبدأ من عام 2024، أصبحت أرامكو المورد الرئيسي لزيت لوبريف الأساسي، أحد أهم المواد الخام لمنتجات الشركة.

أهمية هذه العلاقة في نموذج أعمال أقاسيم

  1. ضمان توريد المواد الأساسية الحرجة، مما يحمي استمرارية الإنتاج.
  2. تعزيز الجودة والموثوقية من خلال التعامل مع مورد عالمي.
  3. الاستقرار في سلسلة التوريد، وهو أمر بالغ الأهمية في السوق الخليجي.
  4. التوافق مع المعايير العالمية، مما يسهل عمليات البيع في الأسواق المحلية والدولية.

المخاطر الاستراتيجية لشراكة أرامكو

لكن في المقابل، تنطوي هذه العلاقة على مخاطر تركيز مرتفعة، أبرزها:

  • تقلبات أسعار المواد الخام.
  • محدودية القدرة التفاوضية.
  • التعرض للمخاطر الجيوسياسية والتنظيمية.
  • الحاجة الملحة إلى تنويع مصادر التوريد لضمان المرونة التشغيلية.



نموذج أعمال متكامل ومدعوم بشراكات قوية

أقاسيم تعتمد نموذج أعمال متوازن يشمل:

  • عرض قيمة قوي: منتجات عالية الجودة.
  • شرائح عملاء متنوعة: من الصناعات التحويلية إلى قطاع السيارات.
  • مصادر إيرادات متعددة: من المبيعات المباشرة إلى التمويل الإسلامي بالصكوك.
  • شركاء رئيسيين: مثل أرامكو (لوبريف)، الخير كابيتال، وجهات التوزيع.



قوى السوق والمخاطر المستقبلية

في سوق مليء بالتحديات، تواجه أقاسيم:

  • منافسة شديدة محلية ودولية.
  • مخاطر تشغيلية ومالية متنوعة، من تعطل سلسلة التوريد إلى ارتفاع الديون.
  • تقلبات في أسعار النفط والمواد الخام.

ورغم ذلك، تظل الشركة قادرة على الصمود بفضل نموذجها المرن وعلاقاتها الاستراتيجية.



المستقبل: التنويع والابتكار لضمان الاستدامة

لضمان استدامة نجاحها، تحتاج أقاسيم إلى:

  • تعميق علاقتها مع أرامكو مع البحث عن موردين بدلاء لتعزيز مرونة سلسلة التوريد.
  • استثمار عائدات الصكوك في تطوير خطوط إنتاج جديدة.
  • استمرار التركيز على الأسواق الخليجية مع استكشاف فرص التوسع العالمي.



الخلاصة

بينما تمثل أرامكو (لوبريف) حجر الزاوية في استراتيجية سلسلة الإمداد لأقاسيم، فإن هذه العلاقة ذات طبيعة مزدوجة — توفر الاستقرار وتعزز الميزة التنافسية، لكنها تحمل أيضًا مخاطر التركيز والاعتماد.

إدارة هذا التوازن، مع دعم نموذج الأعمال بتمويل ذكي وشراكات متنوعة، سيبقى هو العامل الحاسم في قدرة أقاسيم على تحويل رؤيتها إلى ريادة صناعية مستدامة.