أساس مكين: كيف تحولت شركة ناشئة إلى لاعب عقاري بارز في السوق السعودي؟

16 مايو 2025
مدونة مكنة
أساس مكين: كيف تحولت شركة ناشئة إلى لاعب عقاري بارز في السوق السعودي؟

تحرير: مدونة مكنة




في قلب التحول العقاري للمملكة:

في وقت تشهد فيه المملكة العربية السعودية إعادة تشكيل شاملة لمشهدها الحضري والعقاري، تبرز شركات محلية تتجاوز التحديات لتُعيد تعريف أدوارها في السوق. إحدى هذه الشركات هي "أساس مكين للتطوير والاستثمار العقاري" التي انطلقت برأسمال بسيط في 2017، ونجحت في غضون سنوات قليلة أن تصبح على أعتاب الإدراج في السوق الموازية، مدعومة بأداء مالي متسارع ونموذج أعمال مرن يتفاعل مع تحولات السوق.



رؤية من الرياض:

تأسست "أساس مكين" في الرياض كشركة شخص واحد برأسمال 25 ألف ريال. لاحقًا، انتقلت ملكيتها إلى المؤسس التنفيذي عبدالرحمن بن سعود الهدلق، الذي قاد توسع الشركة إلى أن أصبحت شركة مساهمة مقفلة برأسمال 100 مليون ريال. لم يكن الطموح يقتصر على التطوير السكني، بل شمل مجالات متعددة مثل المجمعات التجارية، البيع على الخارطة، وإدارة الأملاك.



هيكلة مالية واستراتيجية توسعية:

التحول الأهم تمثل في رفع رأس المال وتحويل الأرباح المبقاة إلى تمويل داخلي ساعد على تمكين الشركة من تنفيذ مشاريع أكبر دون التورط في ديون مفرطة. تبع ذلك التحول القانوني في 2022 إلى شركة مساهمة، تمهيدًا للطرح العام الذي وافقت عليه الجمعية في مايو 2024.



النمو كحقيقة مالية:

مع نهاية 2024، بلغت أرباح الشركة الصافية 108 مليون ريال، بنسبة نمو 59% عن العام السابق. النصف الثاني وحده سجل 82.7 مليون ريال. جاء ذلك مدفوعًا بارتفاع المبيعات، خصوصًا في قطاع العقارات الذي شكّل 76% من الإيرادات، مع تحسن ملحوظ في هوامش الربح.

الأهم من الأرقام هو ما تعنيه: الشركة لم تعد فقط "مطورة عقارية"، بل أصبحت مولدة للقيمة عبر استراتيجية دقيقة تجمع بين التوسع المدروس والتحكم بالمصاريف.



نموذج أعمال متكامل:

وفق تحليل ساهم، تقوم أساس مكين على عرض قيمة يتمثل في تطوير وحدات عقارية بأساليب بناء حديثة، مع التركيز على العلاقة الممتدة مع العملاء بعد البيع، سواء بالتأجير أو إدارة الأملاك.

ما يميز نموذجها:

  • الاعتماد على بيع عقارات مكتملة بدلًا من المقاولات فقط.
  • مرونة في التمويل عبر الدخول في صناديق عقارية بحصص عينية.
  • تنويع قنوات الدخل لتشمل الإيجارات والعمولات.



التوسع المالي المدروس:

رغم النمو في الإيرادات، حافظت الشركة على سياسة استثمار داخلي واضحة، حيث أعادت ضخ الأرباح في شراء أراضٍ ومشاريع، وسجلت تدفقات نقدية إيجابية من التمويل دون تضخم نفقات الاستثمار.



صاعد بذكاء:

في سوق مزدحم بمطورين كبار، تميزت مكين بـ:

  • رخصة تأهيل مطور عقاري.
  • اعتماد رسمي في تصنيف خدمات المدن.
  • تركيز على مدينة الرياض كمحور للنمو، دون تشتيت الموارد.

كل ذلك مكّنها من بناء اسم تجاري موثوق خلال وقت قياسي، رغم عدم التوسع الإقليمي حتى الآن.



السوق المحلي والتنافسية العالية:

يعترف تحليل ساهم بأن مكين لا تزال تعتمد على السوق المحلي فقط، كما أن الدخول في صناديق عقارية وتوسيع التسهيلات البنكية قد يزيد من التعقيد المالي مستقبلاً. ومع ذلك، فإن مرونة نموذجها الحالي تبقى نقطة قوة واضحة.



تركيز محلي بخبرة تنفيذية:

يضم مجلس الإدارة كوادر سعودية شابة بقيادة الهدلق، إلى جانب خبرات متخصصة مثل أمين سر المجلس محسن فرحات. لا توجد شركات تابعة حالياً، ما يسهل حوكمة الأنشطة وتركيز الرقابة على الأداء.



من الطرح إلى التمكين:

قصة "أساس مكين" تتجاوز تحولاً قانونياً أو نمواً في الأرباح؛ إنها دليل عملي على ما يمكن أن تحققه الشركات المحلية إذا ما التزمت برؤية واضحة وتمويل ذكي ونموذج أعمال متجدد.

مع الإدراج في السوق الموازية، تبدأ مرحلة جديدة يتعين فيها على الشركة إثبات استدامتها في الربحية، وتحقيق عوائد ملموسة للمساهمين الجدد، وهو تحدٍ يبدو أنها مستعدة له تمامًا.