الوقت للفعاليات: من إدارة المواهب إلى سوق نمو، تحليل استراتيجيات التحول وإعادة هيكلة رأس المال

8 يونيو 2025
مدونة مكنة
الوقت للفعاليات: من إدارة المواهب إلى سوق نمو، تحليل استراتيجيات التحول وإعادة هيكلة رأس المال

تحرير: مدونة مكنة




في قلب التحولات الاقتصادية التي تشهدها المملكة:

في العقد الماضي، شهد الاقتصاد السعودي تحولاً جذرياً مدفوعاً برؤية 2030، التي وضعت قطاع الترفيه كأحد محركات النمو الرئيسية لتنويع الاقتصاد الوطني وتقليل الاعتماد على النفط. في هذا السياق، لم تكن قصة نجاح شركة "الوقت للفعاليات الترفيهية" مجرد صدفة، بل كانت استجابة استراتيجية مدروسة لمشهد اقتصادي متغير. لقد تحولت الشركة من كيان متخصص في إدارة المواهب إلى لاعب محوري في صناعة الفعاليات الضخمة، مواكبةً بذلك الطفرة التي شهدها قطاع الترفيه والثقافة والسياحة. يمثل مسار "الوقت للفعاليات" دراسة حالة فريدة في المرونة المؤسسية والقدرة على إعادة تعريف نموذج العمل استجابة للفرص السوقية الكبرى، وهو ما يجعل قصتها غنية بالدروس القيادية والاستراتيجية.



القصة التأسيسية: من "إدارة المواهب" إلى "صناعة التجارب الحية"

تأسست الشركة في 23 يناير 2012 كشركة ذات مسؤولية محدودة تحت اسم "شركة الوقت لإدارة المواهب". كان رأس مالها الأولي متواضعاً، حيث بلغ 100,000 ريال سعودي، مقسماً بين الشريكتين المؤسستين: أميرة عيدان نايف العتيبي (بحصة 95%) والجوهرة عيدان نايف العتيبي (بحصة 5%). كان التركيز في البداية منصباً على إدارة وتنمية المواهب، وهو سوق متخصص يتطلب فهماً عميقاً للمهارات الفردية وديناميكيات السوق المحلية.

لكن الرؤية المؤسسية لم تكن محدودة بهذا النطاق. أدركت القيادة مبكراً أن مستقبل النمو لا يكمن فقط في إدارة المواهب، بل في خلق "تجارب حية" متكاملة. هذا الإدراك الاستراتيجي كان نقطة التحول الأولى. ففي 9 مارس 2020، اتخذت الشركة قراراً جوهرياً بتغيير مسارها، حيث تم تعديل اسمها رسمياً إلى "شركة الوقت للفعاليات الترفيهية". لم يكن هذا مجرد تغيير في الاسم، بل كان إعلاناً عن هوية جديدة ونموذج عمل موسع يركز على تنظيم وتشغيل الفعاليات الترفيهية على نطاق واسع.

تزامنت هذه الخطوة مع تطورات هيكلية داخلية؛ فبعد سلسلة من التنازلات وتغيير الملكية، انتقلت الشركة من ملكية مشتركة إلى شركة شخص واحد مملوكة للجوهرة عيدان نايف العتيبي في يونيو 2018، ثم إلى عارف محمد يوسف آل علي في مارس 2021. هذه التحولات لم تدم طويلاً، ففي يونيو 2022، عادت الملكية إلى الشريكتين المؤسستين، أميرة والجوهرة العتيبي، مما مهد الطريق لمرحلة جديدة من الاستقرار والنمو المؤسسي.

تجسدت القيم المؤسسية في هذه المرحلة بالمرونة والقدرة على التكيف. فبدلاً من التمسك بنموذج العمل الأولي، أظهرت الشركة شجاعة في استكشاف أسواق جديدة وتبني رؤية أوسع تتماشى مع الطموحات الاقتصادية للمملكة. كانت الرؤية الأولى هي التميز في إدارة المواهب، لكن الرؤية الجديدة أصبحت أكثر طموحاً: "أن يكون لنا تأثير إيجابي على منظومة التجارب الحية والوجهات في السعودية من خلال الابتكار والتصميم". هذه الرؤية الجديدة لم تكن مجرد شعار، بل كانت البوصلة التي وجهت كل القرارات الاستراتيجية اللاحقة.



التحولات الاستراتيجية: قرارات جريئة صنعت الفارق

لم يكن انتقال "الوقت للفعاليات" من شركة صغيرة إلى لاعب رئيسي في قطاع الترفيه وليد الصدفة، بل كان نتيجة سلسلة من القرارات الاستراتيجية الجريئة التي أعادت تشكيل هويتها وقدراتها التنافسية.

· أولاً: إعادة تعريف نموذج العمل وتوسيع الأنشطة: كان القرار المحوري هو التحول من "إدارة المواهب" إلى "تنظيم وتشغيل الفعاليات الترفيهية". هذا التحول فتح الباب أمام الشركة للدخول في مشاريع أضخم وأكثر تعقيداً، مثل تنظيم الاحتفالات والعروض والتجارب الإبداعية الحية. سمح هذا التوسع للشركة بالمساهمة في مواسم المملكة الكبرى، مثل حفل إطلاق موسم الدرعية 2022، واحتفالات اليوم الوطني لثلاث سنوات متتالية، وحفل اختتام موسم الرياض 2019/2020. كما أصبحت الشركة مستشاراً إبداعياً لموسم جدة 2022، حيث قامت بتصميم الأفكار وخلق المحتوى لرزنامة الفعاليات. هذا التوسع لم يكن مجرد إضافة خدمات جديدة، بل كان إعادة تموضع استراتيجي كامل للشركة في قلب صناعة الترفيه الناشئة.

· ثانياً: زيادة رأس المال لتمويل النمو: لتمويل هذا التوسع الطموح، اتخذت الشركة خطوات استراتيجية لزيادة رأسمالها بشكل كبير. في 15 مايو 2016، تمت زيادة رأس المال من 100,000 ريال إلى 300,000 ريال. لكن القفزة الكبرى حدثت في 1 يناير 2023، عندما قررت الشريكتان زيادة رأس المال من 300,000 ريال إلى 10 ملايين ريال سعودي. لم تكن هذه الزيادة عبر ضخ سيولة جديدة، بل تمت بذكاء عبر رسملة الأرباح المبقاة والاحتياطيات وحساب جاري الشركاء. هذه الخطوة لم تعكس فقط الثقة في مستقبل الشركة، بل وفرت لها الملاءة المالية اللازمة للدخول في مشاريع ضخمة تتطلب استثمارات أولية كبيرة، مما عزز من قدرتها التنافسية بشكل هائل.

· ثالثاً: التحول إلى شركة مساهمة مقفلة وطرح الأسهم: في 2 نوفمبر 2023، اتخذت الشركة خطوة استراتيجية بالغة الأهمية بتحولها من شركة ذات مسؤولية محدودة إلى شركة مساهمة مقفلة. كان هذا القرار تمهيداً لطرح 20% من أسهمها في السوق الموازية "نمو". الهدف لم يكن جمع متحصلات للشركة نفسها، حيث ستعود العائدات للمساهمين البائعين ، بل كان يهدف إلى ترسيخ مكانة الشركة في السوق، تعزيز الحوكمة والشفافية، وتهيئة الشركة لمرحلة جديدة من النمو المؤسسي. هذا التحول يعكس نضجاً استراتيجياً ورغبة في تطبيق أفضل الممارسات العالمية في الإدارة والشفافية المالية.

· رابعاً: بناء شراكات استراتيجية وشبكة علاقات دولية: أدركت "الوقت للفعاليات" أن التميز في صناعة الترفيه يتطلب التعاون مع أفضل الخبرات العالمية. لذلك، بنت الشركة شبكة علاقات دولية متينة وتعاقدت مع نخبة من الخبراء العالميين في المجالات الإبداعية والتقنية. هذه الاستراتيجية مكنتها من استقطاب أسماء لامعة في الساحة العالمية لتنفيذ مشاريعها بمستوى استثنائي، مما أكسبها سمعة طيبة على مستوى الصناعة عالمياً. هذه الشراكات لم تكن مجرد تعاقدات لمشاريع فردية، بل كانت جزءاً من استراتيجية طويلة الأمد لنقل المعرفة وتطوير القدرات الداخلية.

· خامساً: التوسع المستقبلي عبر الاستحواذات: كجزء من رؤيتها المستقبلية، تخطط الشركة لتنفيذ عمليات استحواذ انتقائية على شركات مكملة ضمن قطاع الترفيه. تهدف هذه الاستراتيجية إلى تسريع التوسع في السوق، تعزيز المحتوى المقدم، وتحقيق وفورات تشغيلية وتسويقية. هذا التوجه نحو النمو غير العضوي يعكس طموح الشركة في تعزيز ريادتها وعدم الاكتفاء بالنمو العضوي فقط.

هذه التحولات لم تكن مجرد ردود فعل على تغيرات السوق، بل كانت قرارات استباقية ومدروسة بعناية، قادتها رؤية واضحة وفهم عميق لديناميكيات قطاع الترفيه، مما مكن "الوقت للفعاليات" من تحقيق قفزات نوعية في فترة زمنية قصيرة.

إدارة الأزمات والمرونة المؤسسية: الصمود في وجه التحديات

لم تكن رحلة "الوقت للفعاليات" خالية من التحديات. فمثل أي شركة طموحة، واجهت عقبات كبرى اختبرت مرونتها وقدرتها على التكيف.

· مواجهة جائحة كورونا (COVID-19): شكلت جائحة كورونا التحدي الأكبر في تاريخ الشركة. قطاع الترفيه والفعاليات الحية كان من أكثر القطاعات تضرراً بسبب الإغلاقات والقيود على التجمعات. تراجعت إيرادات الشركة بشكل حاد من 112.7 مليون ريال في عام 2019 إلى 35.8 مليون ريال في عام 2020. هذا الانخفاض الهائل كان اختباراً حقيقياً لقدرة الشركة على البقاء. أظهرت "الوقت للفعاليات" مرونة ملحوظة خلال هذه الأزمة. فبدلاً من الاستسلام للظروف، ركزت الشركة على إعادة تقييم استراتيجياتها، تحسين كفاءتها التشغيلية، والاستعداد لمرحلة ما بعد الجائحة. الدرس المستفاد هنا هو أن المرونة لا تعني فقط القدرة على تحمل الصدمات، بل القدرة على الخروج منها أقوى وأكثر استعداداً للمستقبل.

· إدارة المخاطر المتعلقة بتركز العملاء والموردين: تواجه الشركة مخاطر هيكلية تتمثل في الاعتماد على عدد محدود من العملاء والموردين الرئيسيين. في عام 2022، شكل أكبر أربعة عملاء ما نسبته 100% من إجمالي المبيعات، وانخفضت هذه النسبة إلى 93.52% في عام 2023. كما بلغت قيمة المشتريات من كبار الموردين 63.37% في 2022 و 53.14% في 2023. هذا التركز، خاصة مع الاعتماد الكبير على العقود الحكومية وشبه الحكومية التي شكلت 96.7% من الإيرادات في 2022 و 72.7% في 2023 ، يمثل تحدياً مستمراً. تدرك إدارة الشركة هذه المخاطر وتعمل على تخفيفها من خلال استراتيجية واضحة تهدف إلى "استهداف عملاء جدد وتنويع قاعدة العملاء الحالية مع الحفاظ على العملاء الحاليين". هذه الاستراتيجية الاستباقية لإدارة المخاطر تظهر نضجاً إدارياً وقدرة على التخطيط للمستقبل بدلاً من مجرد التعامل مع الواقع الحالي.

· التكيف مع غياب العقود طويلة الأجل: تتميز معظم العقود في قطاع الفعاليات بأنها قصيرة الأجل، مرتبطة بفعاليات محددة لا تتجاوز مدتها بضعة أشهر. هذا الواقع يفرض تحدياً على استقرار الإيرادات والتخطيط المالي طويل الأمد. تعاملت الشركة مع هذا التحدي من خلال بناء سمعة قوية في الجودة والإبداع، مما يضمن لها تدفقاً مستمراً من المشاريع الجديدة. كما أن استراتيجيتها في "ترسيخ اسم الشركة كرائدة في السوق" تهدف إلى جعل "الوقت للفعاليات" الخيار الأول للعملاء، مما يقلل من مخاطر عدم استقرار العقود.

· المرونة في الهيكل التنظيمي والملكية: شهدت الشركة تغييرات متعددة في هيكل ملكيتها خلال العقد الماضي. هذه التغييرات، التي قد تُعتبر مصدر عدم استقرار في شركات أخرى، أدارتها "الوقت للفعاليات" بمرونة عالية، حيث حافظت على استمرارية عملياتها ورؤيتها الاستراتيجية. القدرة على إدارة التحولات الداخلية في الملكية والقيادة دون التأثير سلباً على الأداء الخارجي هي شهادة على قوة الثقافة المؤسسية والنظم الإدارية التي بنتها الشركة.

إن قصة "الوقت للفعاليات" في إدارة الأزمات لا تتعلق فقط بالبقاء، بل بالازدهار. لقد أظهرت الشركة قدرة فائقة على تحويل التحديات إلى فرص، مستخدمة المرونة كأداة استراتيجية للنمو والتطور.



الأداء المالي والاستدامة: قصة نمو ترويها الأرقام

الأرقام المالية لشركة "الوقت للفعاليات" تروي قصة نمو استثنائية وتعافٍ سريع بعد التحديات. التحليل المالي يكشف عن شركة لا تحقق إيرادات مرتفعة فحسب، بل تدير عملياتها بكفاءة عالية وتحقق ربحية مستدامة.

· نمو الإيرادات: شهدت إيرادات الشركة تقلباً ملحوظاً يعكس طبيعة قطاع الفعاليات وتأثره بالظروف الخارجية. بعد الانخفاض الحاد في عام 2020 بسبب الجائحة، أظهرت الشركة قدرة على التعافي والنمو. بلغت الإيرادات 41.15 مليون ريال في عام 2022، ثم 36.48 مليون ريال في عام 2023. لكن القفزة الحقيقية ظهرت في النصف الأول من عام 2024، حيث حققت الشركة إيرادات بلغت 78.97 مليون ريال، مقارنة بـ 16.7 مليون ريال فقط في نفس الفترة من عام 2023 ، ما يمثل نمواً هائلاً بنسبة 373%. هذا النمو لم يأتِ من فراغ، بل كان نتيجة مباشرة لاستراتيجيات التوسع وفوز الشركة بعقود ضخمة مثل منتدى الاقتصاد العالمي.

· الربحية وهوامش الربح: الأهم من نمو الإيرادات هو القدرة على تحقيق الربحية. حافظت الشركة على هوامش ربح إجمالية قوية، حيث بلغت 29% في عام 2022 و 32.7% في عام 2023. أما صافي الربح، فقد بلغ 5.54 مليون ريال في 2022 و 4.8 مليون ريال في 2023. وفي النصف الأول من عام 2024، قفز صافي الربح إلى 10.82 مليون ريال، مقارنة بـ 2.9 مليون ريال في نفس الفترة من 2023، بنمو صاروخي بلغ 274%. هذه الأرقام تظهر كفاءة تشغيلية عالية وقدرة على إدارة التكاليف بفعالية حتى مع التوسع الكبير في حجم المشاريع.

· نموذج الربحية: يعتمد نموذج الربحية في الشركة على ثلاثة محاور رئيسية: الاستشارات المهنية للفعاليات، التجارب الإبداعية الحية، والعروض والاحتفالات. في عامي 2022 و 2023، كانت "العروض والاحتفالات" هي المساهم الأكبر في الإيرادات، حيث شكلت 88% و 98% على التوالي. لكن في النصف الأول من 2024، حدث تحول استراتيجي، حيث أصبحت "التجارب الإبداعية الحية" هي المحرك الرئيسي للإيرادات بنسبة 90.5%. هذا التحول يظهر مرونة الشركة في التكيف مع متطلبات السوق والتركيز على القطاعات ذات النمو الأعلى.

· المركز المالي وحقوق المساهمين: تمتلك الشركة مركزاً مالياً قوياً. بلغ إجمالي الموجودات 37.47 مليون ريال كما في 30 يونيو 2024، مع حقوق مساهمين قوية بلغت 21.05 مليون ريال. اللافت للنظر هو النمو الكبير في حقوق المساهمين، التي ارتفعت من 12.6 مليون ريال في نهاية 2022 إلى 21.05 مليون ريال في منتصف 2024 ، مدفوعة بالأرباح المحققة. كما أن نسبة الدين إلى حقوق الملكية منخفضة، مما يعكس اعتماد الشركة على التمويل الذاتي بدلاً من الاقتراض، وهو مؤشر على الاستقرار المالي.

· سياسة توزيع الأرباح: على الرغم من تركيزها على النمو، تتبع الشركة سياسة توزيع أرباح سخية. ففي عام 2023، أعلنت عن توزيعات أرباح بقيمة 2 مليون ريال. وفي النصف الأول من 2024، وافق مجلس الإدارة على توزيع أرباح مرحلية بقيمة إجمالية تزيد عن 4.1 مليون ريال. هذه السياسة لا تعكس فقط قوة الأداء المالي والسيولة النقدية، بل تظهر أيضاً التزام الشركة بتحقيق قيمة مستدامة للمساهمين.

باختصار، الأداء المالي لشركة "الوقت للفعاليات" لا يدعم قصة نجاحها فحسب، بل يؤكد على استدامتها. فالشركة لا تنمو فقط، بل تنمو بربحية وكفاءة، مع الحفاظ على مركز مالي متين وسياسة توزيع أرباح جذابة، مما يجعلها نموذجاً للاستدامة المالية في قطاع سريع التغير.



الريادة من خلال الجودة والإبداع:

في سوق تنظيم الفعاليات الترفيهية التنافسي، تمكنت "الوقت للفعاليات" من تمييز نفسها عبر مجموعة من المزايا التنافسية التي تتجاوز مجرد تنفيذ المشاريع.

· الجودة العالية والاهتمام بالتفاصيل: تضع الشركة "إنتاج مشاريع ذات جودة عالية وبأعلى المعايير المهنية" في صميم استراتيجيتها. هذا الالتزام بالجودة ليس مجرد شعار، بل هو ما يبني الثقة المستمرة مع العملاء ويجعلهم يعودون للتعامل مع الشركة مرة أخرى. في قطاع يعتمد على السمعة، تعتبر الجودة هي الميزة التنافسية الأكثر استدامة.

· الفريق الإداري المتميز والخبرة العالمية: تعتبر الشركة أن فريقها الإداري هو أحد أهم نقاط قوتها، حيث "يجمع بين الفهم العميق للسوق والمحتوى المحلي مع الكفاءة العالية والخبرة العالمية". يقود الشركة الرئيس التنفيذي عبادة عبد الفتاح عوض ، الذي يتمتع بخبرة واسعة في تطوير الأعمال وإدارة المشاريع منذ عام 2015. هذا المزيج من المعرفة المحلية والخبرة الدولية يسمح للشركة بتقديم فعاليات تلبي تطلعات الجمهور السعودي مع تطبيق أفضل الممارسات العالمية.

· شبكة العلاقات الدولية والتعاقد مع الخبراء: تتمتع الشركة بـ"شبكة علاقات دولية متينة" و"تتعاون مع نخبة من الخبراء في المجالات الإبداعية والتقنية". هذه الميزة تمكنها من تنفيذ مشاريع معقدة تتطلب خبرات نادرة، مثل عروض الألعاب النارية والدرونز التي تتطلب تصاريح من هيئة الطيران المدني والدفاع المدني والمساحة العسكرية. هذه القدرة على حشد الموارد العالمية والمحلية تمنحها تفوقاً واضحاً على المنافسين.

· المرونة وتطوير نموذج الأعمال: تتميز "الوقت للفعاليات" بـ"المرونة في التكيف وتطوير نموذج الأعمال لمواكبة التغيرات الثقافية والاقتصادية والبيئية في السوق". هذه المرونة هي التي سمحت لها بالتحول من إدارة المواهب إلى تنظيم الفعاليات، وهي التي تقود اليوم استراتيجيتها للتوسع عبر الاستحواذات. في سوق ديناميكي، القدرة على التكيف بسرعة هي ميزة تنافسية لا تقدر بثمن.

· القدرة على الفوز بالعقود التنافسية: تظهر البيانات أن الشركة قادرة على المنافسة والفوز بالعقود. على الرغم من أن نسبة الفوز بالعقود مقارنة بما يتم التقدم له تبلغ 15% بشكل عام، إلا أنها فازت بعقود كبرى عبر "منافسات إلكترونية" و"تعميدات" مباشرة. هذا يدل على أن عروضها الفنية والمالية قادرة على التفوق على المنافسين في المناقصات المفتوحة.

من خلال هذه المزايا، لم تكتفِ "الوقت للفعاليات" بالمنافسة، بل سعت إلى "ترسيخ اسمها كرائدة في السوق وشركة ذات جودة عالية وإبداع" ، وهو ما نجحت في تحقيقه بامتياز.



نحو العالمية والاستدامة:

لا تكتفي "الوقت للفعاليات" بما حققته من نجاح، بل تتطلع إلى مستقبل أكثر طموحاً، مدفوعاً برؤية واضحة واستراتيجية متعددة الأوجه.

· التوسع من خلال الاستحواذات: تعتزم الشركة "تنفيذ عمليات استحواذ انتقائية على شركات مكملة ضمن قطاع الترفيه". هذه الخطوة الجريئة تهدف إلى "تسريع التوسع في السوق، تعزيز المحتوى المقدم، وتحقيق وفورات تشغيلية وتسويقية". هذا التوجه نحو النمو غير العضوي سيسمح للشركة بضم كيانات مبتكرة أو ذات مواقع استراتيجية، مما يعزز ميزتها التنافسية بشكل كبير ويدخلها في أسواق جديدة بسرعة.

· الابتكار المستمر وإطلاق خدمات جديدة: تلتزم الشركة بـ"الابتكار المستمر والسعي إلى خلق تجارب لا تنسى تلهم الأجيال القادمة". ولتحقيق ذلك، تهدف إلى "إطلاق خدمات جديدة استناداً إلى تقييمات لاتجاهات السوق باستمرار". هذا التركيز على الابتكار يضمن أن تظل الشركة في طليعة التطورات في صناعة الترفيه، وتقدم لعملائها تجارب فريدة وغير مسبوقة.

· التركيز على الاستدامة والممارسات الخضراء: تدرك "الوقت للفعاليات" أهمية المسؤولية البيئية. كجزء من استراتيجيتها، تركز الشركة على "الممارسات الخضراء وتعزيز أهمية ثقافة الأثر البيئي الإيجابي قدر الإمكان لدى فريق العمل والعملاء". هذا التوجه نحو الاستدامة لا يعكس فقط التزاماً أخلاقياً، بل يمثل أيضاً ميزة تنافسية في عالم يزداد فيه الوعي البيئي لدى العملاء والشركاء.

· تطوير بيئة العمل واستقطاب المواهب: تؤمن الشركة بأن فريق العمل هو أساس نجاحها. لذلك، تهدف إلى "تعزيز بيئة العمل الصحية وتطوير ثقافة الشركة من خلال إطلاق مبادرات للارتقاء ببيئة العمل وتحسين نمط حياة الموظفين". بالإضافة إلى ذلك، تسعى الشركة إلى "جذب واستقطاب قادة الصناعة للانضمام إلى الفريق" ، مما يضمن استمرارية الابتكار والتميز.

· مشاركة الإرث السعودي مع العالم: تتجلى الرؤية النهائية للشركة في رسالتها: "ابتكار فعاليات لا تنسى مستوحاة من الإرث الغني لتراث المملكة وحضارتها العريقة، ومشاركتها بكل اعتزاز مع بقية سكان العالم". هذا الطموح يتجاوز مجرد تحقيق النجاح التجاري، ليمتد إلى المساهمة في القوة الناعمة للمملكة وتقديم ثقافتها وتراثها بصورة إبداعية ومبتكرة على الساحة العالمية.

إن رؤية "الوقت للفعاليات" المستقبلية هي رؤية شركة لا تسعى فقط للريادة في السوق المحلي، بل تطمح إلى أن تكون لاعباً مؤثراً على الساحة الدولية، مستخدمة الابتكار والاستدامة والاستحواذات الاستراتيجية كأدوات لتحقيق طموحاتها الكبرى.